من أهم ما يميز الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في طرابلس
هو حلوة الشكال ( هي حلوة ملونة ) و كذلك حلوة الطروني و
و تكون بيضاء مصنوعة من السكر و بها مكسرات مثل اللوز او الكاكاوية ،
أهم مظاهر الإحتفال بهذه الذكرى لدى الليبيين هي إيقاد الشموع والقناديل
والمشاعل وشراء الملابس الجديدة والحنة والألعاب والحلويات، والمولد النبوي
يعتبر من الأعياد التي يحتفل بها الكبار والصغار كل منهم على طريقته وتعد
الأيام الأولى من شهر ربيع الأول وقبل إطلالة ليلة الميلود موسماً تجارياً
رائجاً في أسواق ليبيا ويستعد الجميع للتحضير له قبل قدومه حيث تكثر
البضائع الخاصة به في الأسواق وتعرض المحلات الجديد من الملابس والأحذية
التقليدية المطرزة الخاصة بالكبار والصغار والسلع وتزين واجهات
المتاجروالدكاكين والشواع وتكدس الألوان المختلفة من حلويات المولد التي
تعد خصيصاً بهذه المناسبة والخميسات والقناديل والدرابيك والبنادير وتكثر
الروائح العطرية والبخور في الأسواق وتعرض الحِنّة واللوبان والرب والعسل
أمام الدكاكين وكل ما له علاقة بهذه المناسبة وقبل ليلة الميلود تزدحم
الشوارع والأسواق والمقاهى بالناس وتمتلي شوارع المدينة بوسائل الإضاءة
ومختلف مظاهر الزينة وتبقي الدكاكين أبوابها مفتوحة الى فترة متأخرة من الليل
يطوف الأطفال الصبيان في الشوارع والأحياء حاملين القناديل والمشاعل المشتعلة
ويصدح هؤلاء الاطفال في تجوالهم بأناشيدهم وأهازيجهم مرددين بعض الأغانى
التي تؤكد أهمية الولادة والأمومة والتى توارثوها جيلاً بعد جيل.
أما بالنسبة للفتيات فلهن طريقتهن الخاصة في الاحتفال بهذه المناسبة، تبدأ
عندما يسمعن صراخ الصبيان وهم يطلقون المفرقعات، فيخرجن من بيوتهن ويكونن
مجموعات صغيرة، كل مجموعة تجلس عند عتبة بيت من البيوت على هيئة دائرة ولكل
منهن طبلة خاصة تسمى دربوكة ويقمن بإشعال شموع وخميسات مختلفة الألوان
والأحجام، وهي عبارة عن خمس شموع مضيئة مثبتة فوق يد خشبية تعرف ( بيد
فاطمة ) أو ( أم الخمسة ) التى يعزى إليها الاعتقاد السائد بأنها تقي من شر
عين الحسود. هذه اليد الخشبية المجسمة لأم الخمسة بأصابعها المزدانة بالحناء
التى تأخذ أشكالاً وأنماطاً معروفة لذى النسوة اللاتي يزين بها أيديهن خلال الاحتفالات
ومناسبات الأعراس وهى عبارة عن أشكال هندسية جميلة من المثلثات التى تمثل جناح
الخطيفة المتمثل في خطوطه الرفيعة على أطراف وباطن الكف وتثبت هذه اليد بأعلى
الهيكل الخشبي المزدان بأوراق الكريشه الملونة التى تأخذ أشكال الورد وأزهار
القرنفل التي اشتهر بها الإقليم الطرابلسي، حيث تظهر هذه الأزهار الورقية حول
الدوائر الخشبية المثبتة بعمود الهيكل.
وتقوم الفتيات بإطلاق بعض الأنواع من الألعاب النارية الخفيفة مثل نجوم الليل ثم
يجلسن ويرددن بعض الأغانى مع دق الطبلة ويتبادلن الرقص ويستمر الإحتفال
إلى أن تنتهي ألعابهن. أما النساء فيحتفلن بهذه الليلة مع أطفالهن الصغار
وذلك بمساعدتهم في إشعال الشموع والقناديل والإشراف عليهم حتى لا تحدث
حرائق، لأنه في هذه الليلة الجميع يفضل أن يلعب بالألعاب النارية.
وتكتمل هذه الصورة عندما تنطلق أصوات الفتيات مع أصوات الصبيان التى تنساب
عبرأرجاء الحي وكأنها أغاريد العصافير فيما تتخللها الزغاريد المنطلقة من حناجر
أمهاتهن المليئة بالسعادة والسرور :
هذا قنديل وقنديل فاطمة جابت خليل
هذا قنديل الرسول فاطمة جابت منصور
هذا قنديل النبى فاطمة جابت علي
هذا قنديل الميلاد فاطمة جابت يا ولاد
هذا قنديلك يا حوة من المغرب يشعل لى توه
هذا قنديلك يامنانى يشعل بالزيت الغريانى
هذا قنديلك يامونة يشعل بزيت الزيتونة
أما كبار السن من الرجال والشيوخ يجتمعون في المساجد حيث يحيون ليالي المولد
بحلقات المدائح والاذكار قبل حلوله بأسبوع الى وقت متأخر من الليل أما صباح
يوم المولد فإنهم يستقبلونه باللباس التقليدي الجديد والذهاب الى الصلاة
في المسجد، ثم يشاركون في الحضرة التى ستنطلق لتطوف شوارع المدينة يوم
المولد ويسمونه في طرابلس بالزاويا ، زاوية كبيرة و زاوية صغيرة
وفي صباح يوم المولد 12- ربيع الأول بعد صلاة الصبح تنصرف النساء في البيوت
الى إعداد الأكلة التقليدية الخاصة بهذه المناسبة وهي ” العصيدة “.
والعصيدة عند الليبيين هي الأكلة التي تقدم عادة للمهنئين بكل مولود جديد
ومن ثم فهي الأكلة التي تقدم في صباح ذكرى المولد النبوي، ويتم شراء
مطلباتها مثل العسل والرب قبل ليلة المولد
عصيدة بالعسل