"التجبير"او"الترجيب" هو فنّ مداعبة الطفل واللعب معه وإضحاكه وإسعاده ،
ويكون ذلك بغناء الأمّ لأبياتٍ شعرية قصيرة التشطير ، خفيفة الإيقاع ،
مصحوبة بحركة رياضية راقصة يستمتع بها الرضيع كثيراً ، وتتمثّل في
وضع الأمّ ليديها جهة إبطيه ، وهي تواجهه ، ومن ثمّ تقوم بهزّه برفق وتناسق
إلى اعلى فأسفل ، وهكذا بإستمرار على إيقاع لحن كلمات "التجبير" التي تبدأ عادة
بما تحفظه الأمّ من هذه الأزجال لينتهي بها الحال سريعا إلى التأليف والإرتجـال .
وعلى قدر إستمتاع الرضيع بحركة وإيقاع "الترجيب" على قدر إستمتاع الأمّ بهذه اللحظات
الفرحة التي تسرقها من واجبات عملها اليوميّ لتقضيها مع وليدها في لهوٍ وحلم ،
وهي ترسم ، كفأل خير ، "سيناريوهات" مستقبله السعيد بإذن الله .
فهذه الأمّ التي "تجبّر" طفلها من "المدينة القديمة" تتخيّل الإزدحام الشديد للأحباب والأصحاب
في موكب عرس وليدها مستقبلا وقد ساروا بـ "القفّه" من "زنقة الأربع عرصات" مصحوبة
بـ "الزمزامات" وبـ "النوبه والغيطه" ، وتتفنّن الأمّ في وصف الموكب التخيّلي لتفتخر بعدد
السلال التي وضعت فيها هدايا العروس ، والتي تصل الثلاثة عشرة "سابات" ،
وهي تقول الرقم متعمدة واحد وإثنا عشر ليرنّ العدد في الأذن أكثر بقليل من ثلاثة عشر !!
وتواصل الحلم فتصف كيف أن في مقدمة هذه الهدايا "دبالج الذهب" العريضة لزينة الذراعين
وهي تلوح كالجمر الأحمر المتوهّج ، موضحة بأن من تفنّن وصاغها
قد توفّي فلن تُصنع مثيلاتها لأحدٍ من بعد ذلك ! ..
يَا جبْرَاتْ ويَا جبْرَاتْ
قفّة ولدي بالدعكاتْ
يَا جبْرَاتْ ويَا جبْرَاتْ
خطمت مالاربع عرصاتْ
نوباجيّه وزمزامات
واحد وإطناش الساباتْ
ودبالج كيف الجمّرات
صايغهم قاللولي ماتْ
يَا جبْرَاتْ ويَا جبْرَاتْ
قفّة ولدي بالدعكاتْ
وهذه الأمّ من الباديه تدعو الله تعالى أن تصحب بركة الأولياء الصالحين "سيدي القمودي"
و "سيدي الصيد" وليدها حتى يكبر ويصبح رجلا قويّا يحرث البرّ ويأتي لها بالخير
الوفير ليدرأ عن أسرته شرّ المجاعة ، ولتتصدق هي من بعد ذلك على الجائعين والمحتاجين ..
بِيكْ جْبَرّ وبِيكْ جْبَرّ
القمّودي والصِيد حضرّ
مع وليدي حتى يكبرّ
بِيكْ جْبَرّ وبِيكْ جْبَرّ
وإنشاء الله تحرث في البرّ
وتجيب الحِملْ مكَعبرّ
ناكل ما يقتلني شرّ
ونعطي للجعّان أكثرّ
بِيكْ جْبَرّ وبِيكْ جْبَرّ
يا سلّم ولدي لنقرّ