إشتهرت مدن الجبل الغربى ومن بينها مدينة غريان بمنازل الحفر , والتي إشتق منها إسم غريان ,
فمنازل الحفر هي عبارة عن حفر كبيرة( يطلق عليها باللغة الليبية القديمة "غزران" )
,تحول الاسم فيما بعد إلى "غريان". وهي مدينة قديمة جداً نشأت حول قلعة حربية بناها الرومان
لتكون أحدى القلاع التي تربط الخط الدفاعي الروماني الجنوبي للمدن الرومانية الساحلية الثلاث.
وقد كان القدماء يدفنون موتاهم في غرف مقوسة تحت الأرض تشبه تماماًالغرف الموجودة بمنازل الحفر
الغريانية,حيث قلد الغراينة القدامى هذه الحفر واتخذوها مساكن للتغلب على المناخ الجبلي القاسي وخاصة في فصل الشتاء,
تطورت هذه الحفر لتصبح فيما بعد منزلاً متكاملاً فيه غرف للنوم وغرف للطبخ وغرف للخزين وغرف للضيوف
وأخرى للحيوانات .وهي منازل صديقة للبيئة, حيث أنها قليلة الاستهلاك للطاقة فهي مكيفة على الطبيعة
( دافئة شتاءاً باردة صيفاً ) وقليلة الاستهلاك للخشب حيث أنها لا تحتاج إلى نوافذ أو خزانة ملابس أو سرير
أو غيرها من المواد المصنعة من الخشب( فكل هذه الأشياء منحوتة بالأرض )وكذلك يمكنك إستغلال الأرض
فوق الغرف بالزراعة دون أن تتأثر لأنها بعيدة عن القشرة الأرضية الزراعية , ولا تزال منازل الحفر تصارع
الزمان في هذه المدينة , حيث يوجد منها المئات .والتي أصبحت مؤخراً تتناقص أعدادها نتيجة الاهمال وعدم وجود
برامج لصيانتها.وهي مورد سياحي ضخم موزع توزيعاً منتظماً داخل المدينة, يكفي لتوظيف مئات الشباب والشابات
في هذه المدينة إذا وجد من يضع له البرامج. وخير مثال جيد على ذلك ( منزل بالحاج الأثري )بمنطق أبو غيلان,
الذي إهتم به أصحابه, وفتحوه أمام السياحة الداخلية والخارجية,
يقع حوش حفر بالحاج الأثري بمنطقة القواسم , على قمة جبل أبوغيلان بعلو يصل إلى 620 متر فوق سطح
البحر تقريباً وبالتحديد بقرية أبوحمام عند نهاية الطريق